بذكر الله أولى فإن لم يكن ففي السكوت سلامة .
قال مكي بن إبراهيم كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه وابن عون ساكت فقالوا يا ابن عون إنما نذكره لما ارتكب منك فقال إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة لا إله إلا الله ولعن الله فلانا فلأن يخرج من صحيفتي لا إله إلا الله أحب إلي من أين يخرج منها لعن الله فلانا وقال رجل لرسول الله A أوصني فقال أوصيك أن لا تكون لعانا // حديث قال رجل أوصني قال أوصيك أن لا تكون لعانا أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي عاصم في الآحاد والثاني من حديث جرموز الهجيمي وفيه رجل لم يسم أسقط ذكره ابن أبي عاصم // وقال ابن عمر إن أبغض الناس إلى الله كل طعان لعان وقال بعضهم لعن المؤمن يعد قتله وقال حماد بن زيد بعد أن روى هذا لو قلت إنه مرفوع لم أبال وعن أبي قتادة قال كان يقول من لعن مؤمنا فهو مثل أن يقتله // حديث لعن المؤمن كقتله متفق عليه من حديث ثابت بن الضحاك // وقد نقل ذلك حديثا مرفوعا إلى رسول الله A .
ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر حتى الدعاء على الظالم كقول الإنسان مثلا لا صحح الله جسمه ولا سلمه الله وما يجري مجراه فإن ذلك مذموم وفي الخبر إن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافئه ثم يبقى للظالم عنده فضلة يوم القيامة // حديث إن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافئه ثم يبقى للظالم عنده فضلة يوم القيامة لم أقف له على أصل وللترمذي من حديث عائشة بسند ضعيف من دعا على من ظلمه فقد انتصر // الآفة التاسعة الغناء والشعر .
وقد ذكرنا في كتاب السماع ما يحرم من الغناء وما يحل فلا نعيده وأما الشعر فكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح إلا أن التجرد له مذموم قال رسول الله A لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتليء شعرا // حديث لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتليء شعرا أخرجه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص واتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة نحوه والبخاري من حديث ابن عمر ومسلم من حديث أبي سعيد // وعن مسروق أنه سئل عن بيت من الشعر فكرهه فقيل له في ذلك فقال أنا أكره أن يوجد في صحيفتي شعر وسئل بعضهم عن شيء من الشعر فقال أجعل مكان هذا ذكرا فإن ذكر الله خير من الشعر وعلى الجملة فإنشاد الشعر ونظمه ليس بحرام إذا لم يكن فيه كلام مستكره قال A إن من الشعر لحكمة // حديث إن من الشعر لحكمة تقدم في العلم وفي آداب السماع // نعم مقصود الشعر المدح والذم والتشبيب وقد يدخله الكذب وقد أمر رسول الله A حسان بن ثابت الأنصاري بهجاء الكفار والتوسع في المدح // حديث أمره حسانا أن يهجو المشركين متفق عليه من حديث البراء أنه A قال لحسان اهجهم وجبريل معك // فإنه وإن كان كذبا فإنه لا يلتحق في التحريم بالكذب كقول الشاعر ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله .
فإن هذا عبارة عن الوصف بنهاية السخاء فإن لم يكن صاحبه سخيا كان كاذبا وإن كان سخيا فالمبالغة من صنعة الشعر فلا يقصد منه أن يعتقد صورته وقد أنشدت أبيات بين يدي رسول الله A لو تتبعت لوجد فيها مثل ذلك فلم يمنع منه قالت عائشة Bها كان رسول الله A يخصف نعله وكنت جالسة