والمؤنة فيه خفيفة فإذا حقت الحقائق وحصل التمكن وهاجت الشهوات انحلت العزيمة وغلبت الشهوات ولم يتفق الوفاء بالعزم وهذا يضاد الصدق فيه ولذلك قال الله تعالى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقد روى عن أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرا مع رسول الله A فشق ذلك على قلبه وقال أول مشهد شهده رسول الله A غبت عنه أما والله لئن أرانى الله مشهدا مع رسول الله A ليرين الله ما أصنع قال فشهد أحدا في العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو إلى أين فقال واها لريح الجنة إنى أجد ريحها دون أحد .
فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة فقالت أخته بنت النضر ما عرفت أخى إلا بثيابه فنزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه // حديث أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرا مع رسول الله A الحديث في قتاله بأحد حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين رمية وضربةوطعنة ونزول رجال صدقوا الآية أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح والنسائى في الكبرى وهو عند البخارى مختصرا ان هذه الآية نزلت في أنس بن النضر // ووقف رسول الله A علىمصعب بن عمير وقد سقط على وجهه يوم أحد شهيدا وكان صاحب لواء رسول الله A فقالA رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر // حديث وقف على مصعببن عمير وقد سقط على وجهه يوم أحد وقرأ هذه الآية أخرجه أبو نعيم في الحلية من رواية عبيد بن عمير مرسلا // وقال فضالة بن عبيد سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول سمعت رسول الله A يقول الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقى العدو فصدق الله حتى قتل فذلك الذى يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته قال الراوى فلا أدرى قلنسوة عمر أو قلنسوة رسول الله Aورجل جيد الإيمان إذا لقى العدو فكأنما يضرب وجهه بشوك الطلح أتاه سهم عاثر فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقى العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة ورجل أسرف على نفسه لقى العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الرابعة // حديث فضالة بن عبيد عن عمر بن الخطاب الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان الحديث أخرجه الترمذى وقال حسن // وقال مجاهد رجلان خرجا على ملأ من الناس قعود فقالا إن رزقنا الله تعالى مالا لنتصدقن فبخلوا به فنزلت ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين وقال بعضهم إنما هو شىء نووه في أنفسهم لم يتكلموا به فقال ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فجعل العزم عهدا وجعل الخلف فيه كذبا والوفاء به صدقا .
وهذا الصدق أشد من الصدق الثالث فإن الناس قد تسخو بالعزم ثم تكيع عند الوفاء لشدته عليها ولهيجان الشهوة عند التمكن وحصول الأسباب .
ولذلك استثنى عمر رضى الله عنه فقال لأن أقدم فتضرب عنقى أحب إلى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول لى نفسى عند القتل شيئا لا أجده الآن لأنى لا آمن أن يثقل عليها ذلك فتتغير عن عزمها .
وأشار بذلك إلى شدة الوفاء بالعزم .
وقال أبو سعيد الخراز رأيت في المنام كأن ملكين نزلا من السماء فقالا لى ما الصدق قلت الوفاء بالعهد فقالا لى صدقت وعرجا إلى السماء .
الصدق الخامس في الأعمال وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن يستجر الباطن إلى تصديق الظاهر وهذا مخالف ما ذكرناه من ترك الرياء لأن