بل صارت هذه الأمور مألوفة بين الناس معتادة ونسى كونها منكر الكلية بل جرى ذلك على قرب عهد بزمان النبوة فكيف الظن بزماننا حتى قال حذيفة رضي الله تعالى عنه إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله A فيصير بها منافقا إني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات // حديث حذيفة إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله A فيصير بها منافقا الحديث أخرجه أحمد من حديث حذيفة وقد تقدم في قواعد العقائد وكان أصحاب رسول الله A يقولون إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله A من الكبائر // حديث أصحاب رسول الله A إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر الحديث أخرجه البخاري من حديث أنس وأحمد والبزار من حديث أبي سعيد وأحمد والحاكم من حديث عبادة بن فرص وصحح إسناده وتقدم في التوبة .
وقال بعضهم علامة النفاق أن تكره من الناس ما تأتي مثله وأن تحب على شيء من الجور وأن تبغض على شيء من الحق .
وقيل من النفاق أنه إذا مدح بشيء ليس فيه أعجبه ذلك .
وقال رجل لابن عمر C إنا ندخل على هؤلاء الأمراء فنصدقهم فيما يقولون فإذا خرجنا تكلمنا فيهم فقال كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسو الله A // حديث قال رجل لابن عمر إنا ندخل على هؤلاء الأمراء فنصدقهم بما يقولون الحديث رواه أحمد والطبراني وقد تقدم في قواعد العقائد // .
وروي أنه سمع رجلا يذم الحجاج ويقع فيه فقال أرأيت لو كان الحجاج حاضرا أكنت تتكلم بما تكلمت به قال لا .
قال كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله A // حديث سمع ابن عمر رجلا يذم الحجاج ويقع فيه فقال أرأيت لو كان الحجاج حاضرا الحديث تقدم هناك ولم أجد فيه ذكر الحجاج .
وأشد من ذلك ما روي أن نفرا قعدوا على باب حذيفة بنتظرونه فكانوا يتكلمون في شيء من شأنه فلما خرج عليهم سكتوا حياء منه فقال تكلموا فيما كنتم تقولون فسكتوا فقال كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله A // حديث إن نفرا قعدوا عند باب حذيفة ينتظرونه فكانوا يتكلمون في شيء من شأنه فلما خرج سكتوا الحديث لم أجد له أصلا .
وهذا حذيفة كان قد خص بعلم المنافقين وأسباب النفاق وكان يقول إنه يأتي على القلب ساعة يمتلئ بالإيمان حتى لا يكون للنفاق فيه مغرز إبرة ويأتي عليه ساعة يمتلئ بالنفاق حتى لا يكون للأيمان فيه مغرز إبرة فقد عرفت بهذا أن خوف العارفين من سوء الخاتمة وأن سببه أمور تتقدمه منها البدع .
ومنها المعاصي ومنها النفاق ومتى يخلو العبد عن شيء من جملة ذلك وإن ظن أنه خلا عنه فهو النفاق إذ قيل من أمن النفاق فهو منافق .
وقال بعضهم لبعض العارفين إني أخاف على نفسي النفاق فقال لو كنت منافقا لما خفت النفاق فلا يزال العارف بين الالتفات إلى السابقة والخاتمة خائفا منهما ولذلك قال A العبد المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فوالذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار // حديث العبد المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى الحديث أخرجه البيهقي في الشعب من رواية الحسن عن رجل من أصحاب النبي A وقد تقدم في ذم الدنيا ذكره ابن المبارك في كتاب الزهد بلاغا وذكره صاحب الفردوس من حديث جابر ولم يخرجه ولده في مسند الفردوس // .
والله المستعان .
بيان معنى الخاتمة .
فإن قلت إن أكثر هؤلاء يرجع خوفهم إلى سوء الخاتمة فما معنى الخاتمة فاعلم أن سوء الخاتمة على رتبتين .
إحداهما أعظم من الأخرى فأما الرتبة العظيمة الهائلة فأن يغلب على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله إما الشك وإما الجحود فتقبض الروح على حال غلبة الجحود أو الشك فيكون ما غلب على