ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي بغيرها ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة وما هو مقول لها وما سمعت النبي A يقول قولا قط إلا علمت أنه حق .
وقال عمر Bه ما أبالي أصبحت على عسر أو يسر لأني لا أدري أيهما خير لي وقال ابن مسعود ما أصبحت على حال فتمنيت أن أكون على غيرها .
وقال عثمان Bه ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله A // حديث عثمان قوله ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله A الحديث أخرجه أبو يعلى الموصلي في معجمه بإسناد ضعيف من رواية أنس عنه في أثناء حديث وإن عثمان قال يا رسول الله فذكره بلفظ منذ بايعتك قال هو ذاك يا عثمان .
وقال شداد بن أوس .
ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت حتى أزمها وأخطمها غير هذه وكان قد قال لغلامه ائتنا بالسفرة لنبعث بها حتى ندرك الغداء .
وقال أبو سفيان لأهله حين حضره الموت لا تبكوا علي فإني ما أحدثت ذنبا منذ أسلمت وقال عمر بن عبد العزيز C تعالى ما قضى الله في بقضاء قط فسرني أن يكون قضى لي بغيره وما أصبح لي هوى إلا في مواقع قدر الله .
فهذا كله إظهار لأحوال شريفة وفيها غاية المراءاة إذا صدرت ممن يرائي بها وفيها غاية الترغيب إذا صدرت ممن يقتدى به .
فذلك على قصد الاقتداء جائز للأقوياء بالشروط التي ذكرناها فلا ينبغي أن يسد باب إظهار الأعمال والطباع مجبولة على حب التشبه والاقتداء بل إظهار المرائي للعبادة إذا لم يعلم الناس أنه رياء فيه خير كثير للناس ولكنه شر للمرائي .
فكم من مخلص كان سبب إخلاصه الاقتداء بمن هو مراء عند الله وقد روي أنه كان يجتاز الإنسان في سكك البصرة عند الصبح فيسمع أصوات المصلين بالقرآن من البيوت فصنف بعضهم كتابا في دقائق الرياء فتركوا ذلك وترك الناس الرغبة فيه فكانوا يقولون ليت ذلك الكتاب لم يصنف فإظهار المرائي فيه خير كثير لغيره إذا لم يعرف رياؤه .
وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم // حديث إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم هما حديثان فالأول متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم في العلم والثاني رواه النسائي من حديث أنس بسند صحيح وتقدم أيضا .
كما ورد في الأخبار وبعض المرائين ممن يقتدى به منهم والله تعالى أعلم .
بيان الرخصة في كتمان الذنوب وكراهة إطلاع الناس عليها وكراهة ذمهم .
له .
اعلم أن الأصل في الإخلاص استواء السريرة والعلانية كما قال عمر Bه لرجل عليك بعمل العلانية قال يا أمير المؤمنين وما عمل العلانية قال .
ما إذا اطلع عليك لم تستحي منه .
وقال أبو مسلم الخولاني ما عملت عملا أبالي أن يطلع الناس عليه إلا إتياني أهلي والبول والغائط إلا أن هذه درجة عظيمة لا ينالها كل واحد .
ولا يخلو الإنسان عن ذنوب بقلبه أو بجوارحه وهو يخفيها ويكره اطلاع الناس عليها لا سيما ما تختلج به الخواطر في الشهوات والأماني والله مطلع على جميع ذلك فإرادة العبد لإخفائها عن العبيد ربما يظن أنه رياء محظور وليس كذلك بل المحظور أنه يستر ذلك ليرى الناس أنه ورع خائف من الله تعالى مع أنه ليس كذلك فهذا هو ستر المرائي .
وأما الصادق الذي لا يرائي فله ستر المعاصي ويصح قصده فيه ويصح اغتمامه باطلاع الناس عليه في ثمانية أوجه .
الأول أن يفرح بستر الله عليه وإذا افتضح اغتم بهتك الله ستره وخاف أن يهتك ستره في القيامة إذ ورد في الخبر أن من ستر الله عليه في الدنيا ذنبا ستره الله عليه في الآخرة // حديث إن من ستر عليه في الدنيا يستر عليه في الآخرة تقدم قبل هذا بورقة .
وهذا غم ينشأ من قوة الإيمان