الكبيرة الخامسة و الأربعون : الغدر و عدم الوفاء بالعهد .
قال الله تعالى : { و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا } .
قال الزجاج : كل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو من العهد و قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } .
قال الواحدي : قال ابن عباس في رواية الوالبي ( العهود ) يعني ما أحل و ما حرم و ما فرض و ما حد في القرآن و قال الضحاك بالعهود التي أخذ الله على هذه الأمة أن يفوا بها مما أحل و حرم و ما فرض من الصلاة و سائر الفرائض و العهود و كذا العهود جمع عهد : العقد بمعنى المعقود و هو الذي أحكم ما فرض الله علينا فقد أحكم ذلك و لا سبيل إلى نقضه بحال و قال مقاتل بن حبان : { أوفوا بالعقود } التي عهد الله إليكم بالقرآن مما أمركم به من طاعته أن تعلموا بها و نهيه الذي نهاكم عنه و بالعهود الذي بينكم و بين المشركين و فيما يكون من العهد بين الناس و الله أعلم و قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب و إذا ائتمن خان و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر ] مخرج في الصحيحين و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان ] و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ يقول الله عز و جل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر و رجل باع حرا فأكل ثمنه و رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل و لم يعطه أجره ] أخرجه البخاري و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ] أخرجه مسلم و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فلتأته منيته و هو يأمن بالله و اليوم الآخر و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه و من بايع إماما فأعطاه صفقة يده و ثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر ]