@ 288 @ ثم رجع إلى قصة أحد وذكر التعزية للمؤمنين بما أصابهم من الجراحات فقال ! 2 < أو لما أصابتكم مصيبة > 2 ! يوم أحد ! 2 < قد أصبتم مثليها > 2 ! يوم بدر لأن المسلمين يوم بدر قتلوا سبعين نفسا من صناديد قريش وأسروا سبعين وقتل من المسلمين يوم أحد سبعين ولم يؤسر منهم أحد فذلك قوله ! 2 < قد أصبتم مثليها > 2 ! وقوله ^ اولما ^ فالألف للاستفهام والواو للعطف وما صلة فكأنه يقول ولئن متم أو قتلتم أو أصابتكم مصيبة يوم أحد قد أصبتم مثليها يوم بدر ! 2 < قلتم أنى هذا > 2 ! يعني قلتم فمن أين لنا هذا وكيف أصابنا هذا ونحن مسلمون ! 2 < قل هو من عند أنفسكم > 2 ! يعني من عند قومكم بمعصية الرماة بتركهم ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الضحاك ! 2 < قل هو من عند أنفسكم > 2 ! يعني بذنوبكم التي سلفت منكم فبل القتال يعني أن في ذلك تطهيرا لما سلف من ذنوبكم وهذا كقوله تعالى ^ وما اصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ^ الشورى 30 ^ إن الله على كل شيء قدير ^ من النصرة والهزيمة $ سورة آل عمران الآيات 166 - 168 $ .
قوله تعالى ! 2 < وما أصابكم يوم التقى الجمعان > 2 ! جمع المسلمين وجمع المشركين ! 2 < فبإذن الله > 2 ! أي فبإرادة الله أصابكم ! 2 < وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا > 2 ! يعني أصابتكم المصيبة لكي يظهر المؤمن من المنافق .
ثم بين أمر المنافقين وصنيعهم وقلة حسبتهم في أمر الجهاد فقال ! 2 < وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا > 2 ! يعني إن لم تقاتلوا لوجه الله فقاتلوا دفعا عن أنفسكم وحريمكم قال الكلبي ويقال ! 2 < ادفعوا > 2 ! يعني كثروا وقال القتبي ! 2 < ادفعوا > 2 ! أي كثروا لأنكم إذا كثرتم دفعتم القوم بكثرتكم ! 2 < قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم > 2 ! يعني لجئنا معكم قال الضحاك وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج يوم أحد أبصر كتيبة خثناء وفيها كبكبة من الناس فقال من هؤلاء فقيل يا نبي الله هؤلاء حلفاء عبد الله بن أبي فقال إنا لا نستعين بالكفار فرجع عبد الله مع حلفائه من اليهود فقال له عمر أقم مع المؤمنين فقال ! 2 < لو نعلم قتالا لاتبعناكم > 2 ! .
قال الله تعالى ! 2 < هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان > 2 ! يعني ميلهم إلى الكفر أقرب من ميلهم إلى الإيمان ويقال عونهم للكفار أكثر من عونهم للمؤمنين ! 2 < يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم > 2 ! ذكر الأفواه على معنى التأكيد لأن الرجل قد يقول بالمجاز بالإشارة وهذا كما