قيل : إن قصة ذبح البقرة المذكورة هنا مقدم في التلاوة ومؤخر في المعنى على قوله تعالى : { وإذ قتلتم نفسا } ويجوز أن يكون قوله : قتلتم مقدما في النزول ويكون الأمر بالذبح مؤخرا ويجوز أن يكون ترتيب نزولها على حسب تلاوتها فكأن الله أمرهم بذبح البقرة حتى ذبحوها ثم وقع من أمر القتل فأمروا أن يضربوه ببعضها هذا على فرض أو الواو تقتضي الترتيب وقد تقرر في علم العربية أنها لمجرد الجمع من دون ترتيب ولا معية وسيأتي في قصة القتل تمام الكلام والبقرة اسم للأنثى ويقال : للذكر ثور وقيل : إنها تطلق عليهما وأصله من البقر وهو الشق لأنها تشق للأرض بالحرث قال الأزهري : البقر اسم جنس وجمعه باقر : وقد قرأ عكرمة ويحيى بن يعمر { إن البقر تشابه علينا } وقوله : 67 - { هزوا } الهزو هنا : اللعب والسخرية وقد تقدم تفسيره وإنما يفعل ذلك أهل الجهل لأنه نوع من العبث الذي لا يفعله العقلاء ولهذا أجابهم موسى بالاستعاذة بالله سبحانه من الجهل