ثم بين سبحانه متى تكون القارعة فقال : 4 - { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } وانتصاب الظرف بفعل محذوف تدل عليه القارعة : أي تقرعهم يوم يكون الناس الخ ويجوز أن يكون منصوبا بتقدير اذكر وقال ابن عطية ومكي وأبو البقاء : هو منصوب بنفس القارعة وقيل هو خبر مبتدأ محذوف وإنما التقدير : ستأتيكم القارعة يوم يكون وقرأ زيد بن علي برفع يوم على الخبرية للمبتدأ المقدر والفراش : الطير الذي ترآه يتساقط في النار والسراج والواحدة فراشة كذا قال أبو عبيدة وغيره قال الفراء : الفراش هو الطائر من بعوض وغيره ومنه الجراد قال وبه يضرب المثل في الطيش والهوج يقال : أطيش من فراشه وأنشد : .
( فراشة الحلم فرعون العذاب وإن ... يطلب نداه فكلب دونه كلب ) .
وقول آخر : .
( وقد كان أقوام رددت حلومهم ... عليهم وكانو كالفراش من الجهل ) .
والمراد بالمبثوث المتفرق المنتشر يقال بثه : إذا فرقه ومث هذا قوله سبحانه في آية أخرى { كأنهم جراد منتشر } وقال المبثوث ولم يقل المبثوثة لأن الكل جائز كما في قوله : { أعجاز نخل منقعر } و { أعجاز نخل خاوية } وقد تقدم بيان وجه ذلك