قرأ أبو عمرو 51 - { وعدنا } بغير ألف ورجحه أبو عبيدة وأنكر واعدنا قال : لأن المواعدة إنما تكون من البشر فأما من الله فإنما هو التفرد بالوعد على هذا وجدنا القرآن كقوله { وعدكم وعد الحق } وقوله : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } ومثله قال أبو حاتم ومكي وإنما قالوا هكذا نظرا إلى أصل المفاعلة أنها تفيد الاشتراك في أصل الفعل وتكون من كل واحد من المتواعدين ونحوهما ولكنها قد تأتي للواحد في كلام العرب كما في قولهم : داويت العليل وعاقبت اللص وطارقت النعل وذلك كثير في كلامهم وقرأه الجمهور واعدنا قال النحاس : وهي أجود وأحسن وليس قوله : { وعد الله الذين آمنوا } من هذا في شيء لأن واعدنا موسى إنما هو من باب الموافاة وليس هو من الوعد والوعيد في شيء وإنما هو من قولك : موعدك يوم الجمعة وموعدك موضع كذا والفصيح في هذا أن يقال : واعدته قال الزجاج : واعدنا بالألف ها هنا جيد لأن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة فمن الله سبحانه وعد ومن موسى قبول قوله : { أربعين ليلة } قال الزجاج : التقدير تمام أربعين ليلة وهي عند أكثر المفسرين ذو القعدة وعشر من ذي الحجة وإنما خص الليالي بالذكر دون الأيام لأن الليلة أسبق من اليوم فهي قبله في الرتبة ومعنى قوله : { ثم اتخذتم العجل } أي جعلتم العجل إلها من بعده : أي من بعد مضي موسى إلى الطور وقد ذكر بعض المفسرين أنهم عدوا عشرين يوما وعشرين ليلة وقالوا : قد اختلف موعده فاتخذوا العجل وهذا غير بعيد منهم فقد كانوا يسلكون طرائق من التعنت خارجة عن قوانين العقل مخالفة لما يخاطبون به بل ويشاهدونه بأبصارهم فلا يقال كيف تعدون الأيام والليالي على تلك الصفة وقد صرح لهم في الوعد بأنها أربعون ليلة وإنما سماهم ظالمين لأنهم أشركوا بالله وخالفوا موعد نبيهم عليه السلام والجملة في موضع نصب على الحال