12 - { وجزاهم بما صبروا } أي بسبب صبرهم على التكاليف وقيل على الفقر وقيل على الجوع وقيل على الصوم والأولى حمل الآية على الصبر على كل شيء يكون الصبر عليه طاعة لله سبحانه وما مصدرية والتقدير : بصبرهم { جنة وحريرا } أي أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير وهو لباس أهل الجنة عوضا عن تركه في الدنيا امتثالا لما ورد في الشرع من تحريمه وظاهر هذه الآيات العموم في كل من خاف من يوم القيامة وأطعم لوجه الله وخاف من عذابه والسبب وإن كان خاص كما سيأتي فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ويدخل السبب التنزيل تحت عمومها دهولا أوليا .
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { هل أتى على الإنسان } قال : كل إنسان وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : { أمشاج } قال أمشاجها عروقها وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم { أمشاج } قال : العروق وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس { من نطفة أمشاج } قال : ماء الرجل وماء المراة حين يختلطان وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : { أمشاج } ألوان : نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المراة خضراء وحمراء وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عنه أيضا في قوله : { وأسيرا } قال : هو المشرك وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري [ عن رسول الله A في قوله : { مسكينا } قال : فقيرا { ويتيما } قال لا أب له { وأسيرا } قال : المملوك والمسجون ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { ويطعمون الطعام } الآية قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله A وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : { يوما عبوسا } قال : ضيقا { قمطريرا } قال : طويلا .
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك [ عن النبي A في قوله : { يوما عبوسا قمطريرا } قال : يقبض ما بين الأبصار ] وأخرج عبد بن حميد و ابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال : القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه وأخرج ابن المنذر عنه { ولقاهم نضرة وسرورا } قال : نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم