هي أربعون آية .
وهي مكية بلا خلاف وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة القيامة وفي لفظ سورة لا أقسم بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : أنزلت سورة لا أقسم بمكة .
قوله : 1 - { لا أقسم بيوم القيامة } قال أبو عبيدة وجماعة من المفسرين : إن لا زائدة والتقدير : أقسم قال السمرقندي : أجمع المفسرون أن معنى لا أقسم : أقسم واختلفوا في تفسير لا فقال : بعضهم : هي زائدة وزيادتها جارية في كلام العرب كما في قوله : { ما منعك أن لا تسجد } يعني أن تسجد و { لئلا يعلم أهل الكتاب } ومن هذا قول الشاعر : .
( تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... وكاد صميم القلب لا يتقطع ) .
وقال بعضهم : هي رد لكلامهم حيث أنكروا البعث كأنه قال : ليس الأمر كما ذكرتم أقسم بيوم القيامة وهذا قول الفراء وكثير من النحوين كقول الله لا والله فلا رد لكلام قد تقدمها ومنه قول الشاعر : .
( فلا وأبيك ابنة العامري ... لا يدعى القوم أني أفر ) .
وقيل هي للنفي لكن لا لنفي الإقسام بل لنفي ما ينبئ عنه من إعظام المقسم به وتفخيمه كأن معنى لا أقسم بكذا : لا أعظمه بإقسامي به حق إعظامه فإنه حقيق بأكثر من ذلك وقيل إنها لنفي الإقسام لوضوح الأمر وقد تقدم الكلام على هذا في تفسير قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } وقرأ الحسن وابن كثير في رواية عنه والزهري وابن هرمز لأقسم بدون ألف على أن اللام لام الابتداء والقول الأول هو أرجح هذه الأقوال وقد اعترض عليه الرازي بما لا يقدح في قوته ولا يفت في عضد رجحانه وإقسامه سبحانه بيوم القيامة لتعظيمه وتفخيمه ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته