قوله 40 - { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } المثقال مفعال من الثقل كالمقدار من القدر وهو منتصب على أنه نعت لمفعول محذوف : أي لا يظلم شيئا مثقال ذرة والذرة واحدة الذر وهي النمل الصغار وقيل : رأي النملة وقيل : الذرة الخردلة وقيل : كل جزء من أجزاء الهباء الذي يظهر فيما يدخل من الشمس من كوة أو غيرها ذرة والأول هو المعنى اللغوي الذي يجب حمل القرآن عليه والمراد من الكلام أن الله لا يظلم كثيرا ولا قليلا : أي لا يبخسهم من ثواب أعمالهم ولا يزيد في عقاب ذنوبهم وزن ذرة فضلا عما فوقها قوله : { وإن تك حسنة يضاعفها } قرأ أهل الحجاز { حسنة } بالرفع وقرأ من عداهم بالنصب والمعنى على القراءة الأولى : إن توجد حسنة على أن كان هي التامة لا الناقصة وعلى القراءة الثانية : إن تك فعلته حسنة يضاعفها وقيل إن التقدير : إن تك مثقال الذرة حسنة وأنث ضمير المثقال لكونه مضافا إلى المؤنث والأول أولى وقرأ الحسن { يضاعفها } بالنون وقرأ الباقون بالياء وهي الأرجح لقوله { ويؤت من لدنه أجرا عظيما } وقد تقدم الكلام في المضاعفة والمراد مضاعفة ثواب الحسنة [