وجملة 9 - { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } مستأنفة مقررة لما قبلها والهدى القرآن أو المعجزات ومعنى دين الحق الملة الحقة وهي ملة الإسلام ومعنى ليظهره : ليجعله ظاهرا على جميع الأديان عاليا عليها غالبا لها ولو كره المشركون ذلك فإنه كائن لا محالة قال مجاهد : ذلك إذا نزل عليسى لم يكن في الأرض دين إلا دين الإسلام والدين مصدر يعبر به عن الأديان المتعددة وجواب لو في الموضعين محذوف والتقدير أتمه وأظهره .
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : وددنا لو أن الله أخبرنا بأحب الأعمال فنعمل به فأخر الله نبيه A أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فقال الله : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عنه في قوله : { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } قال : هذه الآية في القتال وحده وهم قوم كانوا يأتون النبي A فيقول الرجل : قاتلت وضربت بسيفي ولم يفعلوا فنزلت وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عنه أيضا قال : قالوا لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لفعلناه فأخبرهم الله فقال : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } فكرهوا ذلك فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا { كأنهم بنيان مرصوص } قال : مثبت لا يزول ملصق بعضه على بعض وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله A [ إن لي أسماء : أنا محمد وأنا أحمد وأنا الحاشر الذي يحشر الله الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا العاقب : والعاقب الذي ليس بعده نبي ]