10 - { إن الذين يبايعونك } يعني بيعة الرضوان بالحديبية فإنهم بايعوا تحت الشجرة على قتال قريش { إنما يبايعون الله } أخبر سبحانه أن هذه البيعة لرسوله A هي بيعة له كما قال : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } وذلك لأنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة وجملة { يد الله فوق أيديهم } مستأنفة لتقرير ما قبلها على طريق التخييل في محل نصب على الحال والمعنى : أن عقد الميثاق مع رسول الله A كعقده مع الله سبحانه من غير تفاوت وقال الكلبي : المعنى إن نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البيعة وقيل بيده في الثواب فوق أيديهم في الوفاء وقال ابن كسيان : قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } أي فمن نقض ما عقد من البيعة فإنما ينقض على نفسه لأن ضرر ذلك راجع إليه لا يجاوزه إلى غيره { ومن أوفى بما عاهد عليه الله } أي ثبت على الوفاء بما عاهد الله عليه في البيعة لرسوله قرأ الجمهور { عليه } بكسر الهاء وقرأ حفص والزهري بضمها { فسيؤتيه أجرا عظيما } وهو الجنة قرأ الجمهور { فسيؤتيه } بالتحتية وقرأ نافع وقرأ كثير وابن عامر بالنون واختار القراءة الأولى أبو عبيد وأبو حاتم واختار القراءة الثانية الفراء