ثم ذكر سبحانه دليلا على البعث فقال : 32 - { أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض } الرؤية هنا هي القلبية التي بمعنى العلم والهمزة للإنكار والواو للعطف على مقدر : أي ألم يتفكروا ولم يعلموا أن الذي خلق هذه الأجرام العظام من السموات والأرض ابتداء { ولم يعي بخلقهن } أي لم يعجز عن ذلك ولا ضعف عنه يقال عي بالأمر وعيي : إذا لم يهتد لوجهه ومنه قول الشاعر : .
( عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضتها الحمامة ) .
قرأ الجمهور ولم يعي بسكون العين وفتح الياء مضارع عيي وقرأ الحسن بكسر العين وسكون الياء { بقادر على أن يحيي الموتى } قال أبو عبيدة والأخفش : الباء زائدة للتوكيد كما في قوله : { وكفى بالله شهيدا } قال الكسائي والفراء والزجاج : العرب تدخل الباء مع الجحد والاستفهام فتقول ما أظنك بقائم والجار والمجرور في محل رفع على أنهما خبر لأن وقرأ ابن مسعود وعيسى بن عمر والأعرج والجحدي وابن أبي إسحاق ويعقوب وزيد بن علي { يقدر } على صيغة المضارع واختار أبو عبيدة القراءة الأولى واختار أبو حاتم القراءة الثانية قال : لأن دخول الباء في خبر أن قبيح { بلى إنه على كل شيء قدير } لا يعجزه شيء