ومن جملة بركتها ما ذكره الله سبحانه ها هنا بقوله : 4 - { فيها يفرق كل أمر حكيم } ومعنى يفرق : يفصل ويبين من قولهم : فرقت الشيء أفرقه فرقا والأمر الحكيم : المحكم وذلك أن سبحانه يكتب فيها ما يكون في السنة من حياة وموت وبسط وقبض وخير وشر وغير ذلك كذا قال مجاهد وقتادة والحسن وغيرهم : وهذه الجملة إما صفة أخرى لليلة وما بينهما اعتراض أو مستأنفة لتقرير ما قبلها قرأ الجمهور { يفرق } بضم الياء وفتح الراء مخففا وقرأ الحسن والأعمش والأعرج بفتح الياء وضم الراء ونصب كل أمر ورفع حكيم على أنه الفاعل والحق ما ذهب إليه الجمهور من أن هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان لأن الله سبحانه أجملها هنا وبينها في سورة البقرة بقوله : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } وبقوله في سورة القدر : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } فلم يبق بعد هذا البيان الواضح ما يوجب الخلاف ولا ما يقتضي الاشتباه