ثم لما نادى ربه بهذا أجابه بقوله : 89 - { فاصفح عنهم } أي أعرض عن دعوتهم { وقل سلام } أي أمري تسليم منكم ومتاركة لكم قال عطاء : يريد مداراة حتى ينزل حكمي ومعناه المتاركة كقوله : { سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } وقال قتادة : أمره بالصفح عنهم ثم أمره بقتالهم فصار الصفح منسوخا بالسيف وقيل هي محكمة لم تنسخ { فسوف تعلمون } فيه تهديد شديد ووعيد عظيم من الله D قرأ الجمهور { يعلمون } بالتحتية وقرأ نافع وابن عامر بالفوقية قال الفراء : إن سلام مرفوع بإضمار عليكم .
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله : { ونادوا يا مالك } قال : يمكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم { إنكم ماكثون } وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها وقرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال واحد منهم : ترون أن الله يسمع كلامنا ؟ فقال واحد منهم : إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } الآية وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إن كان للرحمن ولد } يقول : إن يكن للرحمن ولد { فأنا أول العابدين } قال : الشاهدين وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله : { إن كان للرحمن ولد } قال : هذا معروف من كلام العرب إن كان هذا الأمر قط : أي ما كان وأخرج ابن جرير عن قتادة نحوه