19 - { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } الجعل هنا بمعنى القول والحكم على الشيء كما تقول : جعلت زيدا أفضل الناس : أي قلت بذلك وحكمت له به قرأ الكوفيون { عباد } بالجمع وبها قرأ ابن عباس وقرأ الباقون { عند الرحمن } بنون ساكنة واختار القراءة الأولى أبو عبيد لأن الإسناد فيها أعلى ولأن الله إنما كذبهم في قوله : إنهم بنات الله فأخبرهم أنهم عباده ويؤيد هذا القراءة قوله : { بل عباد مكرمون } واختار أبو حاتم القراءة الثانية قال : وتصديق هذه القراءة قوله : { إن الذين عند ربك } ثم وبخهم وقرعهم فقال : { أشهدوا خلقهم } أي أحضروا خلق الله إياهم فهو من الشهادة التي هي الحضور وفي هذا تهكم بهم وتجهيل لهم قرأ الجمهور { أشهدوا } على الاستفهام بدون واو وقرأ نافع { أشهدوا } وقرأ الجمهور { ستكتب شهادتهم } بضم التاء الفوقية وبناء الفعل للمفعول ورفع شهادتهم وقرأ السلمي وابن السميفع وهبيرة عن حفص بالنون وبناء الفعل للفاعل ونصب شهادتهم وقرأ أبو رجاء شهاداتهم بالجمع والمعنى : سنكتب هذه الشهادة التي شهدوا بها في ديوان أعمالهم لنجازيهم على ذلك { ويسألون } عنها يوم القيامة