ثم بين الصراط المستقيم بقوله : 53 - { صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض } وفي هذه الإضافة للصراط إلى الاسم الشريف من التعظيم له والتفخيم لشأنه ما لا يخفى ومعنى { له ما في السموات وما في الأرض } أنه المالك لذلك والمتصرف فيه { ألا إلى الله تصير الأمور } أي تصير إليه يوم القيامة لا إلى غيره جميع أمور الخلائق وفيه وعيد بالبعث المستلزم للمجازاة .
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { ينظرون من طرف خفي } قال : ذليل وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد مثله وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب قال : يسارقون النظر إلى النار وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن واثلة بن الأسقع عن النبي A قال : [ من بركة المرأة ابتكارها بالأنثى لأن الله قال : { يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور } ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { ويجعل من يشاء عقيما } قال : الذي لا يولد له وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا } قال : إلا أن يبعث ملكا يوحي إليه من عنده أو يلهمه فيقذف في قلبه أو يكلمه من وراء حجاب وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } قال : القرآن وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن علي قال : [ قيل لمحمد A ؟ هل عبدت وثنا قط ؟ قال : لا قالوا : فهل شربت خمرا قط ؟ قال : لا وما زلت أعرف أن الذي هم عليه كفر وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان وبذلك نزل القرآن { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } ]