22 - { ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا } أي خائفين وجلين مما كسبوا من السيئات وذلك الخوف والوجل يوم القيامة { وهو واقع بهم } الضمير راجع إلى ما كسبوا بتقدير مضاف قاله الزجاج : أي وجزاء ما كسبوا واقع منهم نازل عليهم لا محالة أشفقوا أو لم يشفقوا والجملة في محل نصب على الحال ولما ذكر حال الظالمين ذكر حال المؤمنين فقال { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات } روضات جمع روضة قال أبو حيان : اللغة الكثيرة تسكين الواو ولغة هذيل فتحها والروضة : الموضع النزه الكثير الخضرة وقد مضى بيان هذا في سورة الروم وروضة الجنة : أطيب مساكنها كما أنها في الدنيا لأحسن أمكنتها { لهم ما يشاؤون عند ربهم } من صنوف النعم وأنواع المستلذات والعامل في عند ربهم يشاءون أو العامل في روضات الجنات وهو الاستقرار والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما ذكر للمؤمنين قبله وخبره الجملة المذكورة بعده وهي { هو الفضل الكبير } أي الذي لا يوصف ولا تهتدي العقول إلى معرفة حقيقته