51 - { وإذا أنعمنا على الإنسان } أي على هذا الجنس باعتبار غالب أفراده { أعرض } عن الشكر { ونأى بجانبه } أي ترفع عن الانقياد للحق وتكبر وتجبر والجانب هنا مجاز عن النفس ويقال نأيت وتناءيت : أي بعدت وتباعدت والمنتأى : الموضع البعيد ومنه قول النابغة : .
( فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع ) .
وقرأ يزيد بن القعقاع { ونأى بجانبه } بالألف قبل الهمزة { وإذا مسه الشر } أي البلاء والجهد والفقر والمرض { فذو دعاء عريض } أي كثير والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة مجازا يقال أطال فلان في الكلام وأعرض في الدعاء : إذا أكثر والمعنى : أنه إذا مسه الشر تضرع إلى الله واستغاث به أن يكشف عنه ما نزل به واستكثر من ذلك فذكره في الشدة ونسيه في الرخاء واستغاث به عند نزول النقمة وتركه عند حصول النعمة وهذا صنيع الكافرين ومن كان غير ثابت القدم من المسلمين