56 - { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم } أي بغير حجة ظاهرة واضحة جاءتهم من جهة الله سبحانه { إن في صدورهم إلا كبر } أي ما في قلوبهم إلا تكبرا عن الحق يحملهم على تكذيبك وجملة { ما هم ببالغيه } صفة لكبر قال الزجاج : المعنى ما في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغي إرادتهم فيه فجعله على حذف المضاف وقال غيره : ما هم ببالغي الكبر وقال ابن قتيبة : المعنى إن في صدورهم إلا كبر : أي تكبر على محمد A وطمع أن يغلبوه وما هم ببالغي ذلك وقيل المراد بالكبر الأمر الكبير : أي يطلبون النبوة أو يطلبون أمرا كبيرا يصلون به إليك من القتل ونحوه ولا يبلغون ذلك وقال مجاهد : معناه في صدورهم عظمة ما هم ببالغيها والمراد بهذه الآية المشركون وقيل اليهود كما سيأتي بيانه آخر البحث إن شاء الله ثم أمره الله سبحانه بأن يستعيذ بالله من شرورهم فقال : { فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير } أي فالتجئ إليه من شرهم وكيدهم وبغيهم عليك إنه السميع لأقوالهم البصير بأفعالهم لا تخفى عليه من ذلك خافية