40 - { من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها } أي من عمل في دار الدنيا معصية من المعاصي كائنة ما كانت فلا يجزى إلا مثلها ولا يعذب إلا بقدرها والظاهر شمول الآية لكل ما يطلق عليه اسم السيئة وقيل هي خاصة بالشرك ولا وجه لذلك { ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } أي من عمل عملا صالحا مع كونه مؤمنا بالله وبما جاءت به رسله { فأولئك } الذين جمعوا بين العمل الصالح والإيمان { يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب } أي بغير تقدير ومحاسبة قال مقاتل : يقول لا تبعة عليهم فيما يعطون في الجنة من الخير وقيل العمل الصالح هو لا إله إلا الله قرأ الجمهور { يدخلون } بفتح التحتية مبنيا للفاعل وقرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو ويعقوب وأبو بكر عن عاصم بضمها مبنيا للمفعول .
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس { مثل دأب } قال : مثل حال وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { مثل دأب قوم نوح } قال : هم الأحزاب : قوم نوح وعاد وثمود وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات } قال : رؤيا يوسف وفي قوله : { الذين يجادلون في آيات الله } قال يهود وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إلا في تباب } قال : خسران وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { إنما هذه الحياة الدنيا متاع } قال : الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : [ إن الحياة الدنيا متاع وليس من متاعها شيء أفضل من المرأة الصالحة التي نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها ]