وقيل هو من قول الله سبحانه 75 - { وترى الملائكة حافين من حول العرش } أي محيطين محدقين به يقال حف القوم بفلان إذا أطافوا به ومن مزيدة قاله الأخفش أو للابتداء والمعنى : أن الرائي يراهم بهذه الصفة في ذلك اليوم وجملة { يسبحون بحمد ربهم } في محل نصب على الحال : أي حال كونهم مسبحين لله ملتبسين بحمده وقيل معنى يسبحون يصلون حول العرش شكرا لربهم والحافين جمع حاف قاله الأخفش وقال الفراء : لا واحد له إذ لا يقع لهم هذا الاسم إلا مجتمعين { وقضي بينهم بالحق } أي بين العباد بإدخال بعضهم الجنة وبعضهم النار وقيل بين النبيين الذين جيء بهم مع الشهداء وبين أممهم بالحق وقيل بين الملائكة بإقامتهم في منازلهم على حسب درجاتهم والأول أولى { وقيل الحمد لله رب العالمين } القائلون هم المؤمنون حمدوا لله على قضائه بينهم وبين أهل النار بالحق وقيل القائلون هم الملائكة حمدوا الله تعالى على عدله في الحكم وقضائه بين عباده بالحق .
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله A : [ أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة ] وأخرجه وغيرهما عن سهل بن سعد أن رسول الله A قال : [ في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون ] وقد ورد في كون أبواب الجنة ثمانية أبواب أحاديث في الصحيحين وغيرهما وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { وأورثنا الأرض } قال : أرض الجنة وأخرج هناد عن أبي العالية مثله