قوله 102 - { اتقوا الله حق تقاته } أي : التقوى التي تحق له وهي أن لا يترك العبد شيئا مما يلزمه فعله ولا يفعله شيئا مما يلزمه تركه ويبذل في ذلك جهده ومستطاعه قال القرطبي : ذكر المفسرون أنها لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من يقوى على هذا ؟ وشق عليهم ذلك فأنزل الله { فاتقوا الله ما استطعتم } فنسخت هذه الآية روي ذلك عن قتادة والربيع وابن زيد قال مقاتل : وليس في آل عمران من المنسوخ شيء إلا هذا وقيل إن قوله { اتقوا الله حق تقاته } مبين بقوله { فاتقوا الله ما استطعتم } والمعنى : اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم قال : وهذا أصوب لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع والجمع ممكن فهو أولى قوله { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } أي : لا تكونن على حال سوى حال الإسلام فالاستثناء مفرغ ومحل الجملة : أعني قوله { وأنتم مسلمون } النصب على الحال وقد تقدم في البقرة تفسير مثل هذه الآية