لما ذكر سبحانه حال الكفرة من أهل الكتاب ومن المشركين وجمعهم في الإنذار وجعلهم من أهل النار اشتد عنادهم وزاد فسادهم وسعوا في إيذاء المسلمين بكل وجه فقال الله سبحانه : 56 - { يا عبادي الذين آمنوا } أضافهم إليه بعد خطابه لهم تشريفا وتكريما والذين آمنوا صفة موضحة أو مميزة { إن أرضي واسعة } إن كنتم في ضيق بمكة من إظهار الإيمان وفي مكايدة للكفار فاخرجوا منها لتتيسر لكم عبادتي وحدي وتتسهل عليكم قال الزجاج : أمروا بالهجرة من الموضع الذي لا يمكنهم فيه عبادة الله وكذلك يجب على من كان في بلد يعمل فيها بالمعاصي ولا يمكنه تغيير ذلك أن يهاجر إلى حيث يتهيأ له أن يعبد الله حق عبادته وقال مطرف بن الشخير : المعنى إن رحمتي واسعة ورزقي لكم واسع فابتغوه في الأرض وقيل المعنى : إن أرضي التي هي أرض الجنة واسعة فاعبدون حتى أورثكموها وانتصاب إياي بفعل مضمر : أي فاعبدوا إياي