ثم أخبر سبحانه بأنها 41 - { أخذتهم الصيحة } وحاق بهم عذابه ونزل عليهم سخطه قال المفسرون : صاح بهم جبريل صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله بها فماتوا جميعا وقيل الصيحة : هي نفس العذاب الذي نزل بهم ومنه قول الشاعر : .
( صاح الزمان بآل برمك صيحة ... خروا لشدتها على الأذقان ) .
والباء في بالحق متعلق بالأخذ ثم أخبر سبحانه عما صاروا إليه بعد العذاب النازل بهم فقال : { فجعلناهم غثاء } أي كغثاء السيل الذي يحمله : والغثاء ما يحمل السيل من بالي الشجر والحشيش والقصب ونحو ذلك مما يحمله على ظاهر الماء والمعنى : صيرهم هلكى فيبسوا كما يبس الغثاء { فبعدا للقوم الظالمين } انتصاب بعدا على المصدرية وهو من المصادر التي لا يذكر فعلها معها : أي بعدوا بعدا واللام لبيان من قيل له ذلك .
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فاسلك فيها } يقول : اجعل معك في السفينة { من كل زوجين اثنين } وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وقل رب أنزلني منزلا مباركا } قال لنوح حين أنزل من السفينة وأخرج هؤلاء عن قتادة في الآية قال : يعلمكم سبحانه كيف تقولون إذا ركبتم وكيف تقولون إذا نزلتم أما عند الركوب فـ { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون } و { بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } وعند النزول { رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين } وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : { قرنا } قال : أمة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { هيهات هيهات } قال : بعيد بعيد وأخرج ابن جرير عنه في قوله : { فجعلناهم غثاء } قال : جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر