ثم لما فرغ من تهديد الكفار شرع في بيان بعض عتوهم في الكفر وتماديهم في الغي مع تضمنه لبيان كفرهم بمن أنزل عليه الكتاب بعد بيان كفرهم بالكتاب فقال : 6 - { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر } أي قال : كفار مكة مخاطبين لرسول الله A ومتهكمين به حيث أثبتوا له إنزال الذكر عليه مع إنكارهم لذلك في الواقع أشد إنكار ونفيهم له أبلغ نفي أو أرادوا : بيا أيها الذي نزل عليه الذكر في زعمه وعلى وفق ما يدعيه { إنك لمجنون } أي إنك بسبب هذه الدعوة التي تدعيها من كونك رسولا لله مأمورا بتبليغ أحكامه لمجنون فإنه لا يدعي مثل هذه الدعوى العظيمة عندهم من كان عاقلا فقولهم هذا لمحمد A هو كقول فرعون : { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون }