قوله : 102 - { وما وجدنا لأكثرهم من عهد } الضمير يرجع إلى أهل القرى المذكورين سابقا : أي ما وجدنا لأكثر أهل هذه القرى من عهد : أي عهد يحافظون عليه ويتمسكون به بل دأبهم نقض العهود في كل حال وقيل : الضمير يرجع إلى الناس على العموم : أي ما وجدنا لأكثر الناس من عهد وقيل المراد بالعهد : هو المأخوذ عليهم في عالم الذر وقيل : الضمير يرجع إلى الكفار على العموم من غير تقييد بأهل القرى : أي الأكثر منهم لا عهد ولا وفاء والقليل منهم قد يفي بعهده ويحافظ عليه وإن في { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } هي المخففة من الثقيلة وضمير الشأن محذوف : أي أن الشأن وجدنا أكثرهم لفاسقين أو هي النافية واللام في { لفاسقين } بمعنى إلا : أي إلا فاسقين خارجين عن الطاعة خروجا شديدا .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بن كعب في قوله : { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } قال : كان في علم الله يوم أقروا له بالميثاق من يكذب به ممن يصدق به وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } قال : مثل قوله : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد } قال : الوفاء وأخرج ابن أبي حاتم في الآية قال : هو ذاك العهد يوم أخذ الميثاق وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } قال : ذاك أن الله إنما أهلك القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما وصاهم به