قوله : 101 - { تلك القرى } أي التي أهلكناها وهي قرى نوح وصالح ولوط وشعيب المتقدم ذكرها { نقص عليك } أي نتلو عليك { من أنبائها } أي من أخبارها وهذه تسلية لرسول الله A وللمؤمنين ونقص إما في محل نصب على أنه حال و { تلك القرى } مبتدأ وخبر أو يكون في محل رفع على أنه الخبر و { القرى } صفة لتلك ومن في { من أنبائها } للتبعيض : أي نقص عليك بعض أنبائها واللام في { لقد جاءتهم رسلهم بالبينات } جواب القسم والمعنى : أن من أخبارهم أنها جاءتهم رسل الله ببيناته كما سبق بيانه في قصص الأنبياء المذكورين قبل هذا { فما كانوا ليؤمنوا } عند مجيء الرسل { بما كذبوا } به { من قبل } مجيئهم أو فما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل في حال من الأحوال ولا في وقت من الأوقات بما كذبوا به قبل مجيئهم بل هم مستمرون على الكفر متشبثون بأذيال الطغيان دائما ولم ينجع فيهم مجيء الرسل ولا ظهر له أثر بل حالهم عند مجيئهم كحالهم قبله وقيل المعنى : فما كانوا ليؤمنوا بعد هلاكهم بما كذبوا به لو أحييناهم كقوله : { ولو ردوا لعادوا } وقيل : سألوا المعجزات فلما رأوها لم يؤمنوا بما كذبوا به من قبل رؤيتها والأول أولى ومعنى تكذيبهم قبل مجيء الرسل : أنهم كانوا في الجاهلية يكذبون بكل ما سمعوا به من إرسال الرسل وإنزال الكتب قوله : { كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين } أي مثل ذلك الطبع الشديد يطبع الله على قلوب الكافرين فلا ينجع فيهم بعد ذلك وعظ ولا تذكير ولا ترغيب ولا ترهيب