84 - ـ فصل : استصغار الذنوب .
كثير من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبة و هي تقدح في الأصول كاستعارة طلاب العلم جزءا لا يردونه .
و قصد الدخول يتسامحون على من يأكل ليأكل معه .
و التسامح بعرض العدو التذاذا بذلك و استصغارا لمثل هذا الذنب .
و إطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة .
و أهون ما يصنع ذلك بصاحبه أن يحطه من مرتبة المتميزين بين الناس و من مقام رفعه القدر عند الحق .
[ أو فتوى من لا يعلم لئلا يقال : هو جاهل و نحو ذلك مما يظنه صغيرا و هو عظيم ] .
و ربما قيل له بلسان الحال : يا من اؤتمن على أمر يسير فخان كيف ترجو بتدليك رضا الديان ؟ .
قال بعض السلف : [ تسامحت بلقمة فتناولتها فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف ] .
فالله الله اسمعوا ممن قد جرب كونوا على مراقبة و انظروا في العواقب و اعرفوا عظمة الناهي و احذروا من نفخة تحتقر و شررة تستصغر فربما أحرقت و بلدا و هذا الذي أشرت إليه يسير يدل على كثير و أنموذج يعرف باقي المحقرات من الذنوب .
و العلم و المراقبة يعرفانك ما أخللت بذكره و يعلمانك إن تلمحت بعين البصيرة أثر شؤم فعله و لا حول و لا قوة إلا با الله العلي العظيم