50 - ـ فصل : لم لم يواجه الله عباده بالرحم ؟ .
تفكرت في السر الذي أوجب حذف آية الرجم من القرآن لفظا مع ثبوت حكمها إجماعا فوجدت لذلك معنيين : .
أحدهما : لطف الله تعالى بعباده في أنه لا يواجههم بأعظم المشاق بل ذكر الجلد و ستر الرجم و من هذا المعنى قال بعض العلماء : إن الله تعالى قال في المكروهات { كتب عليكم الصيام } على لفظ لم يسم فاعله و إن كان قد علم أنه هو الكاتب .
فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال { كتب ربكم على نفسه الرحمة } .
و الوجه الثاني : أنه يبين بذلك فضل الأمة في بذلها بالنفوس قنوعا ببعض الأدلة .
فإن الإتفاق لما وقع على ذلك الحكم كان دليلا إلا أنه ليس كالدليل المتفق لأجله .
و من هذا الجنس شروع الخليل عليه الصلاة و السلام في ذبح ولده بمنام و إن كان الوحي في اليقظة آكد