35 - ـ فصل : الإنسان والشهوة .
تأملت في شهوات الدنيا فرأيتها مصائد و هلاك و فخوخ تلف .
فمن قوي عقله على طبعه و حكم عليه سلم و من غلب طبعه فيا سرعة هلكته .
و لقد رأيت بعض أبناء الدنيا كان يتوق إلى التسري ثم يستعمل الحرارات المهيجة للباه فما لبث أن انحلت حرارته الغريزية و تلف .
و لم أر في شهوات النفس أسرع هلاكا من هذه الشهوة فإنه كلما مال الإنسان إلى شخص مستحسن أوجب ذلك حركة الباه زائدا عن العادة .
و إذا رأى أحسن منه زادت الحركة وكثر خروج المني زائدا عن الأول فيفنى جوهر الحياة أسرع شيء .
و بالضد من هذا أن تكون المرأة مستقبحة فلا يوجب نكاحها خروج الفضلة المؤذية كما ينبغي فيقع التأذي بالاحتباس و قوة التوق إلى المنكوح .
و كذلك المفرط في الأكل فإنه يجني على نفسه كثيرا من الجنايات و المقصر في مقدار القوت كذلك فعلمت أن أفضل الأمور أوسطها .
و الدنيا مفازة فينبغي أن يكون السابق فيها العقل فمن سلم زمام راحلته إلى طبعه و هواه فيا عجلة تلفه ـ هذا فيما يتعلق بالبدن و الدنيا ـ فقس عليه أمر الآخرة فافهم