313 - ـ فصل : شكر النعم نعمة من الله .
كلما نظرت في تواصل النعم علي تحيرت في شكرها و أعلم أن الشكر من النعم فكيف أشكر .
لكن معترف بالتقصير و أرجو أن يكون اعترافي قائما ببعض الحقوق .
و عندي خلة أرجو بها كل خير و هي أن من يصوم أو يصلي يرى أنه تعبد و يخدم كأنه يقضي حق المخدوم .
و أنا أرى أني إذا صليت ركعتين فإنما قمت أكدي فلنفسي أعمل إذ المخدوم غني عن طاعتي .
و كان بعض المشايخ يقول : جاء في الحديث : [ الدعاء عبادة ] و أنا أقول : [ العبادة دعاء ] .
فالعجب ممن يقف للخدمة يسأل حظ نفسه كيف يرى أنه قد فعل شيئا .
إنما أنت في حابتك و منة من أيقظك لا تقاومها خدمتك .
فأنا أقول كما قال الأول : .
( يا منتهى الآمال أن ... ت كفلتني و حفظتني ) .
( و عدا الزمان علي كي ... يحتاجني فمنعتني ) .
( فانقاد لي متخشعا ... لما رآك نصرتني ) .
( و كسوتني ثوب الغني ... و من المغالب صنتني ) .
( فإذا سكت بدأتني ... و إذا سألت أجبتني ) .
( فإذا شكرتك زدتني ... فمنحتني و بهرتني ) .
( أو إن أجد بالمال فا ... لأموال أنت أفدتني )