3 - ـ فصل : البصر في العواقب .
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها نال خيرها و نجا من شرها و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة و بالنصب ما رجا منه الراحه .
و بيان هذا في المستقبل يتبين بذكر الماضي و هو أنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك أو أطعته فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه ! .
فليت الذنوب إذ تخلت خلت ! .
و أزيدك في هذا بيانا مثل ساعة الموت و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم و لا تمل مع هوى الحسن فتندم