144 - ـ فصل : سكرة الهوى حجاب .
لولا غيبة العاصي في و قت المعاصي كان كالمعاند غير أن الهوى يحول بينه و بين الفهم للحال فلا يرى إلا قضاء شهوته .
و إلا فلو لاحت له المخلفة خرج من الدين بالخلاف فإنما يقصد هواه فيقع الخلاف ضمنا و تبعا .
و أكثر ما يقع هذا في مقاربة الفتنة و قل من يسلم عند المقاربة لأنه كتقديم نار إلى حلفا ثم لو ميز العاقل بين قضاء و طرده لحظة و إنقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر لما قرب منه و لو أعطى الدنيا غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر و ذلك آه كم معصية في ساعتها كأنها لم تكن ثم بقيت آثارها و أقلها ما لا يبرح من المرارة في الندم و الطريق الأعظم في الحذر ألا يتعرض لسبب فتنة و لا يقاربه فمن فهم هذا و بالغ في الاحتراز كان إلى السلامة أقرب