الباب الرابع في ذكر المصيبات المختصة بذات الإنسان 0 .
إني رأيت جمهور الناس إذا طرقهم المرض اشتغلوا تارة بالجزع منه والشكوى وتارة بالتداوي إلى أن يشتد فيشغلهم اشتداده عن الالتفات إلى المصالح من وصية أو فعل للخير أو تأهب للموت فكم له من ذنوب لا يتوب منها أو عنده وديعة لا يردها أو عليه دين أو زكاة أو في ذمته ظلامة لا يخطر له تداركها وإنما حزنه على فراق الدنيا إذ لا همة له سواها وربما أفاق فأوصى بجور .
وسبب هذا ضعف الإيمان كما قال D فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم وقد عم هذا أكثر الخلق نعوذ بالله من الخذلان .
فينبغي للمتيقظ أن يتأهب في حال صحته قبل هجوم المرض فربما ضاق الوقت عن عمل أو استدراك فارط أو وصية .
أخبرنا ابن الحصين قال أخبرنا ابن المذهب قال أخبرنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله ابن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله A قال ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده أخرجاه في الصحيحين