تلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك ولا يزال فى الجنة فضل حتى ينشىء الله لها خلقا آخر فيسكنهم فى فضول الجنة أخرجه الشيخان وهذا لفظ مسلم وأخرجا من حديث أبى هريرة نحوه وفيه فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع الله عليها ورجله ويقول لها قط قظ وفى الباب أحاديث ومذهب جمهور السلف الإيمان بالقدم والرجل من غير تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل وإمرارها على ظاهرها وهذا هو الحق الذى لا محيد عنه .
قال تعالى يوم هم على النار يفتنون أى يحرقون ويعذبون فيها وأصل الفتنة إذابة الجوهر ليظهر غشه ثم استعمل فى التعذيب والاحراق وقال تعالى إن المجرمين فى ضلال وسعر يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر أى فى ذهاب عن الحق وبعد عنه وفى نار تسعر عليهم وسقر علم لجهنم غير منصرف ومسها مقاساة حرها وشدة عذابها .
وقال تعالى يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام المعنى أنها تجعل الاقدام مضمومة إلى النواصى وتلقيهم الملائكة فى النار قال الضحاك يجمع بين ناصيته وقدمه فى سلسلة من وراء ظهره وقيل تسحبهم الملائكة تارة إلى النار بأخذ النواصى وتارة تجرهم على الوجوه وتارة بأخذ أقدامهم وتارة تجرهم على رؤسهم قال ابن عباس تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب فى التنور .
وقال تعالى يطوفون بينها أى بين جهنم فتحرقهم وبين حميم آن أى فيصيب وجوههم فيحرقون والآن الذى قد انتهى حره وبلغ غايته وقيل هو واد من أودية جهنم يجمع فيه صديد أهل النار فيغمسون فيه بأغلالهم حتى تنخلع