قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون والإشارة بهذا إلى ما هو مشاهد لهم يوم عرضهم على النار وفى الاكتفاء بمجرد الإشارة من التهويل من المشار إليه والتفخيم لشأنه مالا يخفى كأنه امر لا يمكن التعبير عنه بلفظ يدل عليه .
وقال تعالى وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم أى مصارينهم فخرجت من أدبارهم لفرط حرارته وقال تعالى الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا وهذا إخبار عن وقوع السوء بهم على ظنهم أن كلمة الكفر تعلو كلمة الإسلام .
وقال تعالى ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذى جعل مع الله الها آخر فألقياه فى العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد الخطاب للسائق والشهيد أو للملكين من خزنة النار أو الواحد على تنزيل تثنية الفاعل منزلة تثنية الفعل وتكريره والمعنى كفار للنعم مجانب للايمان معاد لأهله ولا يبذل خيرا ولا يؤدى زكاة مفروضة أو كل حق وجب عليه فى ماله ظالم لا يقر بتوحيد الله شاك في الحق وفيها نهى عن الاختصام فى مواقف الحساب ونفى الظلم عن الله تعالى على العباد ولا مفهوم لقوله ظلام .
وقال تعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد جعله الزمخشرى ومن تبعه من باب المجاز وهو مردود لما ورد تحاجت النار والجنة واشتكت إلى ربها قال النسفى هذا على تحقيق القول من جهنم .
وعن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله ص لا تزال جهنم