وما من أحد مسلما كان أو كافرا إلا وصاليها وداخلها ثم ينجى الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا وهذه أخوف آية .
وقال تعالى ومن أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا أى اثما عظيما وعقوبة ثقيلة بسبب إعراضه خالدين فيها وساء لهم يوم القيامة حملا يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا المراد بالمجرمين المشركون والكافرون والعصاة المآخذون بذنوبهم التى لم يغفرها الله لهم والزرقة الخضرة فى العين كعين السنور .
والعرب تتشاءم بها لأن الروم كانوا اعدى عدوهم وهم زرق وهى أسوأ ألوان العين وأبغضها إلى العرب وقال الفراء زرقا أى عميا وقال الأزهرى عطاشا وهو قول الزجاج وقيل إنه كناية عن الطمع الكاذب إذا تعقبه الخيبة وقيل هو كناية عن شخوص البصر من شدة الحرص والقول الأول أولى والجمع بين هذه الآية وبين الآية السابقة عميا وبكما وصما ما قيل من أن ليوم القيامة حالات ومواطن تختلف فيها صفاتهم ويتنوع عندها عذابهم فيكونون فى حال زرقا وفى حال عميا .
وقال تعالى لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون وفى هذا تبكيث لعباد الأصنام وتوبيخ شديد لمن يتخذ من دون الله أربابا والزفير هو صوت نفس المغموم والمراد هنا الأنين والبكاء والتنفس الشديد والعويل ولا يسمع بعضهم زفير بعض لشدة الهول قال ابن مسعود فى الآية إذا بقى فى النار من يخلد فيها جعلوا فى توابيت من نار ثم جعلت تلك التوابيت فى توابيت أخر عليها مسامير من نار فلا يسمعون شيئا ولا يرى أحد منهم أن فى النار أحدا يعذب غيره وقيل لا يسمعون شيئا لأنهم يحشرون