طبعه بظن أو حسبان وهو يعتقد أن ذلك علم واستيقان وأنه صفوة الإيمان ويظن أن ما قنع به من حدس وتخمين علم اليقين وعين اليقين وليعلمن نبأه بعد حين وينبغى لمن ينشد فى هؤلاء عند كشف الغطاء .
احسنت ظنك بالايام إذا حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتى به القدر .
وسالمتك الليالى فاغتررت بها ... وعند صفو الليالى يحدث الكدر .
وأما الخاتمة الثانية التى هي دون الأولى وليست مقتضية للخلود فى النار فلها أيضا سببان أحدهما كثرة المعاصى وإن قوى الإيمان والآخر ضعف الإيمان وإن قلت المعاصى ووليس الخوف بكثرة الذنوب بل بصفاء القلوب وكمال المعرفة وإلا فليس أمننا لقلة ذنوبنا وكثرة طاعاتنا بل قادتنا شهواتنا وغلبت علينا شهوتنا وصدتنا عن ملاحظة أحوالنا غفلتنا وقسوتنا فلا قرب الرحيل ينبهنا ولا كثرة الذنوب تحركنا ولا مشاهدة أحوال الخائفين تخوفنا ولا خطر الخاتمة يزعجنا فنسأل الله تعالى أن يتدارك بفضله وجوده أحوالنا فيصلحنا إن كان تحريك اللسان بمجرد السؤال دون الاستعداد ينفعنا .
فلما قسى قلبى وضاقت مذاهبى ... جعلت رجائى نحو عفوك سلما .
يعاظمنى ذنبى فلما قرنته ... بعفوك ربى كان عفوك أعظما .
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منه وتكرما .
وبالمجلة فالخاتمة مخطره لا يدرى حقيقتها وقد قال صلة بن أشيم على قبر أخ له .
فإن تنج منها تنج من ذى عظيمة ... وإلا فانى لا أخالك ناجيا .
ويوم القيامة يوم تقف فيه الخلائق شاخصة أبصارهم منفطرة قلوبهم