@ 2533 @ .
14182 حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا ابو داود ، ثنا عباد بن منصور ، ثنا عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الاية : والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء الى اخر الاية ، فقال سعد بن عبادة : اهكذا نزلت ؟ فلو وجدت لكاع متفخذها رجل لم يكن لي ان احركه ، ولا اهيجه حتى اتي باربعة شهداء ، فوالله لا اتي باربعة شهداء حتى يقضي حاجته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الانصار الا تسمعون ما يقول سيدكم فقالوا : يا رسول الله لا تلمه ، فانه رجل غيور ، والله ما تزوج فينا قط الا عذراء ، ولا طلق امراة قط فاجترا رجل منا ان يتزوجها من شدة غيرته ، فقال سعد : والله اني لاعلم يا رسول الله انها لحق ، وانها من عند الله ، ولكن عجبت ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك اذ جاء هلال بن امية الواقفي ، وهو احد الذين تاب الله عليهم ، فقال : يا رسول الله اني جئت البارحة عشاءً من حائط لي كنت فيه ، فرايت عند اهلي رجلاً ، ورايته بعيني وسمعته باذني ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به ، فقيل : ايجلد هلال وتبطل شهادته في المسلمين فقال هلال : يا رسول الله . والله اني لارى في وجهك انك تكره ما جئت به ، واني لارجو ان يجعل الله فرجاً ، قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك اذ نزل عليه الوحي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي تربد لذلك جسده ووجهه ، وامسك عنه اصحابه ، فلم يكلمه احد منهم ، فلما رفع الوحي ، قال : ابشر يا هلال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعوها ، فدعيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله يعلم ان احدكما كاذب ، فهل منكما تائب ؟ فقال هلال : يا رسول الله ، ما قلت الا حقاً ، ولقد صدقت ، فقالت هي عند ذلك : كذب ، قال : فقيل لهلال اشهد اربع شهادات بالله انك لمن الصادقين ، وقيل له عند الخامسة ، يا هلال اتق الله ، فان عذاب الله اشد من عذاب الناس ، وان هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فقال : والله لا يعذبني الله عليها ابداً كما لم يجلدني عليها ، فشهد الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ، فقيل لها : اشهدي اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ، وقيل لها عند الخامسة : يا هذه اتقي الله فان عذاب الله اشد من عذاب الناس ، وان هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فتلكات ساعة ، ثم قالت : والله لا افضح قومي ،