@ 145 @ حد الأنعام فصار له نظر ما ف ! 2 < بهيمة الأنعام > 2 ! هي الراعي من ذوات الأربع وهذه على ما قيل إضافة الشيء إلى نفسه كدار الآخرة ومسجد الجامع وما هي عندي إلا إضافة الشيء إلى جنسه وصرح القرآن بتحليلها واتفقت الآية وقول النبي عليه السلام كل ذي ناب من السباع حرام ويؤيد هذا المنزع الاستثناء أن بعد إذ .
أحدهما استثني فيه أشخاص نالتها صفات ما وتلك الصفات واقعات كثيرا في الراعي من الحيوان .
والثاني استثني فيه حال للمخاطبين وهي الإحرام والحرم والصيد لا يكون إلا من غير الثمانية الأزواج فترتب الاستثناءان في الراعي من ذوات الأربع .
والبهيمة في كلام العرب ما أبهم من جهة نقص النطق والفهم ومنه باب مبهم وحائط مبهم وليل بهيم وبهمة للشجاع الذي لا يدري من أين يؤتى له .
وقوله تعالى ! 2 < إلا ما يتلى عليكم > 2 ! استثناء ما تلي في قوله تعالى ! 2 < حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير > 2 ! .
و ^ ما ^ في موضع نصب على أصل الاستثناء وأجاز بعض الكوفيين أن تكون في موضع رفع على البدل وعلى أن تكون ! 2 < الآ > 2 ! عاطفة وذلك لا يجوز عند البصريين إلا من نكرة أو ما قاربها من أسماء الأجناس نحو قولك جاء الرجال إلا زيد كأنك قلت غير زيد بالرفع وقوله ! 2 < غير محلي الصيد > 2 ! نصب ! 2 < غير > 2 ! على الحال من الكاف والميم في قوله ! 2 < أحلت لكم > 2 ! وقرأ ابن أبي عبلة غير بالرفع ووجهها الصفة للضمير في ! 2 < يتلى > 2 ! لأن غير محلي الصيد هو في المعنى بمنزلة غير مستحل إذا كان صيدا أو يتخرج على الصفة ل ! 2 < بهيمة > 2 ! على مراعاة معنى الكلام كما ذكرت .
قال القاضي أبو محمد وقد خلط الناس في هذا الموضع في نصب غير وقدروا فيها تقديمات وتأخيرات وذلك كله غير مرضي لأن الكلام على اطراده متمكن استثناء بعد استثناء وحرم جميع حرام وهو المحرم ومنه قول الشاعر .
( فقلت لها فيئي إليك فإنني % حرام وإني بعد ذاك لبيب ) .
أي ملب وقرأ الحسن وإبراهيم ويحيى بن وثاب حرم بسكون الراء .
قال أبو الحسن هذه لغة تميمية يقولون في رسل رسل وفي كتب كتب ونحوه وقوله ! 2 < إن الله يحكم ما يريد > 2 ! تقوية لهذه الأحكام لشرعية المخالفة لمعهود أحكام العرب أي فأنت أيها السامع لنسخ تلك العهود التي عهدت تنبه فإن الله الذي هو مالك الكل يحكم ما يريد لا معقب لحكمه .
وهذه الآية مما تلوح فصاحتها وكثرة معانيها على قلة ألفاظها لكل ذي بصر بالكلام ولمن عنده أدنى إبصار فإنها تضمنت خمسة أحكام الأمر بالوفاء بالعقود وتحليل بهيمة الأنعام واستثناء ما تلي بعد واستثناء حال الإحرام فيما يصاد وما يقتضيه معنى الآية من إباحة الصيد لمن ليس بمحرم وحكى النقاش أن أصحاب الكندي قالوا للكندي أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن فقال نعم أعمل مثل بعضه فاحتجب أياما كثيرة ثم خرج فقال والله ما أقدر عليه ولا يطيق هذا أحد إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة فنظرت فإذا هو قد أمر بالوفاء ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما ثم استثنى استثناء بعد استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين ولا يستطيع أن يأتي أحد بهذا إلا في أجلاد . . .
وقوله تعالى ! 2 < يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله > 2 ! خطاب للمؤمنين حقا أن لا يتعدوا حدود الله