@ 84 @ مما يبيتون اختلافا أي فإذ تخبرهم به على حد ما يقع فذلك دليل أنه من عند الله غيب من الغيوب هذا معنى قوله وقد بينه ابن فورك والمهدوي .
وقوله تعالى ! 2 < وإذا جاءهم أمر من الأمن > 2 ! الآية قال جمهور المفسرين الآية في المنافقين حسبما تقدم من ذكرهم والآية نازلة في سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعوثه والمعنى أن المنافقين كانوا يشرهون إلى سماع ما يسوء النبي في سراياه فإذا طرأت لهم شبهة أمن للمسلمين أو فتح عليهم حقروها وصغروا شأنها وأذاعوا بذلك التحقير والتصغير وإذا طرأت لهم شبهة خوف المسلمين أو مصيبة عظموها وأذاعوا ذلك التعظيم و ! 2 < أذاعوا به > 2 ! معناه أفشوه وهو فعل يتعدى بحرف جر وبنفسه أحيانا تقول أذعت كذا وأذعت به .
ومنه قول أبي الأسود .
( أذاعوا به في الناس حتى كأنه % بعلياء نار أوقدت بثقوب ) + الطويل + .
وقالت فرقة الآية نازلة في المنافقين وفي من ضعف جلده عن الإيمان من المؤمنين وقلت تجربته .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله فإما أن يكون ذلك في أمر السرايا فإنهم كانوا يسمعون أقوال المنافقين فيقولونها مع من قالها ويذيعونها مع من أذاعها وهم غير متثبتين في صحتها وهذا هو الدال على قلة تجربتهم وإما أن يكون ذلك في سائر الأمور الواقعة كالذي قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه جاء وقوم في المسجد يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال فدخلت على عائشة فقلت يابنة أبي بكر بلغ من أمرك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يابن الخطاب عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة فقلت يا حفصة قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يحبك ولولا أنا لطلقك فجعلت تبكي قال فخرجت حتى جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة له ورباح مولاه جالس على أسكفة الغرفة فقلت يا رباح استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الغرفة ثم نظر إلي وسكت فقلت يا رباح استأذن لي على رسول الله فلعله يظن أني جئت من أجل حفصة والله لو أمرني أن أضرب عنقها لضربته فنظر ثم أشار إلي بيده أن أدخل فدخلت وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع على حصير وقد أثر في جنبه وإذا ليس في غرفته .
وهذا التأويل جار مع قول عمر أنا استنبطته ببحثي وسؤالي وتحتمل الآية أن يكون المعنى لعلمه المسؤولون المستنبطون فأخبروا بعلمهم وقرأ أبو السمال لعلمه بسكون اللام وذلك مثل شجر بينهم والضمير في ! 2 < ردوه > 2 ! عائد على الأمر وفي ! 2 < ومنهم > 2 ! يحتمل أن يعود على ! 2 < الرسول > 2 ! و ! 2 < أولي الأمر > 2 ! ويحتمل أن يعود على الجماعة كلها أي لعلمه البحثة من الناس وقوله تعالى ! 2 < ولولا فضل الله عليكم ورحمته > 2 ! الآية هذا خطاب لجميع المؤمنين باتفاق من المتأولين والمعنى ولولا هداية الله وإرشاده لكم بالإيمان وذلك فضل منه ورحمة لكنتم على كفركم وذلك هو اتباع الشيطان .
وحكى الزجاج لولا فضل الله في هذا القرآن ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم واختلف المتأولون في الاستثناء بقوله ! 2 < إلا قليلا > 2 ! مم هو فقال ابن عباس وابن زيد ذلك مستثنى من قوله أذاعوا به إلا قليلا ورجحه الطبري وقال قتادة ذلك مستثنى من قوله يستنبطونه إلا قليلا وقالت فرقة