@ 83 @ يا محمد أمرنا طاعة فإذا خرجوا من عندك اجتمعوا ليلا وقالوا غير ما أظهروا لك .
و ! 2 < بيت > 2 ! معناه فعل ليلا فإما أخذ من بات وإما من البيت لأنه ملتزم بالليل وفي الأسرار التي يخاف شياعها ومن ذلك قول الشاعر الأسود بن يعفر .
( أتوني فلم أرض ما بيتوا % وكانوا أتوني بأمر نكر ) + المتقارب + ومنه قول النمر بن تولب .
( هبت لتعذلني بليل اسمعي % سفها تبيتك للملامة فاهجعي ) المعنى وتقول لي اسمع وزيدت الياء إشباعا لتصريع القافية واتباعا للياء كقول امرىء القيس .
( ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي % ) .
وقوله بأمثل وقرأ جمهور القراء ( بيت ) بتحريك التاء وقرأ أبو عمرو وحمزة بإدغامها في الطاء وقرأ ابن مسعود بيت مبيت منهم يا محمد وقوله ! 2 < تقول > 2 ! يحتمل أن يكون معناه تقول أنت يا محمد ويحتمل تقول هي لك و ! 2 < يكتب > 2 ! معناه على وجهين إما يكتبه عنده حسب كتب الحفظة حتى يقع الجزاء وإما يكتبه في كتابه إليك أي ينزله في القرآن ويعلم بها قال هذا القول الزجاج والأمر بالإعراض إنما هو عن معاقبتهم ومجازاتهم وأما استمرار دعوتهم وعظتهم فلازم .
قال الضحاك معنى ! 2 < أعرض عنهم > 2 ! لا تخبر بأسمائهم وهذا أيضا قبل نزول القتال على ما تقدم .
ثم أمر الله تعالى بالتوكل عليه والتمسك بعروته الوثقى ثقة بإنجاز وعده في النصر والوكيل القائم بالأمور المصلح لما يخاف من فسادها وليس ما غلب الاستعمال في الوكيل في عصرنا بأصل في كلام العرب وهي لفظة رفيعة وضعها الاستعمال العامي كالعريف والنقيب وغيره .
قوله تعالى $ سورة النساء 82 83 $ .
المعنى هؤلاء المنافقون الطاعنون عليك الرافعون بغير برهان في صدر نبوتك ألا يرجعون إلى النصفة .
وينظرون موضع الحجة ويتدبرون كلام الله تعالى فتظهر لهم براهينه وتلوح أدلته والتدبر النظر في أعقاب الأمور وتأويلات الأشياء هذا كله يقتضيه قوله ! 2 < أفلا يتدبرون القرآن > 2 ! وهذا أمر بالنظر والاستدلال ثم عرف تعالى بمواقع الحجة أي لو كان من كلام البشر لدخله ما في كلام البشر من القصور وظهر فيه التناقض والتنافي الذي الذي لا يمكن جمعه إذ ذلك موجود في كلام البشر والقرآن منزه عنه إذ هو كلام المحيط بكل شيء علما .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله فإن عرضت لأحد شبهة وظن اختلافا في شيء من كتاب الله فالواجب أن يتهم نظره ويسأل من هو أعلم منه وذهب الزجاج إلى أن معنى الآية لوجدوا فيما نخبرك به