@ 380 @ الألف فيه أبين وفتحها لا وجه له الا اتباع العطف على الضمير .
كانهم قالوا الآن بأن ! 2 < سفيهنا > 2 ! كان قوله ! 2 < شططا > 2 ! .
والسفيه المذكور قال جميع المفسرين هو إبليس لعنه الله .
وقال آخرون هو اسم جنس لكل سفيه منهم .
ولا محالة ان إبليس صدر في السفهاء وهذا القول أحسن .
والشطط التعدي وتجاوز الحد بقول او فعل ومنه قول الأعشى .
( أتنتهون ولا ينهي ذوي شطط % كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل ) + البسيط + .
وقوله تعالى ! 2 < وأنا ظننا > 2 ! هو كلام أولئك النفر لا يحتمل غير ذلك وكسر الألف فيه أبين .
والمعنى إنا كنا نظن قبل إيماننا ان الأقوال التي تسمع من إبليس وغواة الجن والإنس في جهة الآلهة وما يتعلق بذلك حق وليست بكذب لأنا كنا نظن بهم أنهم لا يكذبون على الله ولا يرضون ذلك .
وقرا جمهور الناس ( تقول ) .
وقرا الحسن والجحدري وابن أبي بكرة ويعقوب ( تقول ) بفتح القاف والواو وشد الواو والتقول خاص بالكذب والقول عام له وللصدق ولكن قولهم ! 2 < كذبا > 2 ! يرد القول هنا معنى التقول .
قوله عز وجل $ سورة الجن 6 - 10 $ .
هذه الألف من ! 2 < إنه > 2 ! كان مما اختلف في فتحها وكسرها والكسر اوجه .
والمعنى في الآية ما كانت العرب تفعله في أسفارها وتعزبها في الرعي وغيره فإن جمهور المفسرين رووا ان الرجل كان إذا أراد المبيت او الحلول في واد صاح بأعلى صوته يا عزيز هذا الوادي إني أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك فيعتقد بذلك ان الجني الذي بالوادي يمنعه ويحميه فروى أن الجن كانت عند ذلك تقول ما نملك لكم ولأنفسنا من الله شيئا .
قال مقاتل اول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا ذلك في العرب .
وروي عن قتادة ان الجن لذلك كانت تحتقر بني آدم وتزدريهم لما ترى من جهلهم فكانوا يزيدونهم مخافة ويتعرضون للتخيل لهم بمنتهى طاقاتهم ويغوونهم في إرادتهم لما رأوا رقة احلامهم فهذا هو الرهق الذي زادته الجن ببني آدم .
وقال مجاهد والنخعي وعبيد بن عمير بنو آدم زادوا الجن ! 2 < رهقا > 2 ! وهي الجرأة والانتخاء عليهم والطغيان وغشيان المحارم والإعجاب لأنهم قالوا سدنا الجن والإنس وقد فسر قوم الرهق بالاثم وأنشد الطبري في ذلك بيت الأعشى .
( لا شيء ينفعني من دون رؤيتها % لا يشتفي وامق ما لم يصب رهقا ) + البسيط + .
قال معناه ما لم يغش محرما فالمعنى زادت الإنس والجن مأثما لأنهم عظموهم فزادوهم استحلالا لمحارم الله .
وقوله ! 2 < وأنهم ظنوا كما ظننتم > 2 ! يريد به بني آدم الكفار .
وقوله ! 2 < كما ظننتم > 2 ! مخاطبة