@ 366 @ الأعمش ثم امر تعالى نبيه بالصبر الجميل وهو الذي لا يلحقه عيب من فشل ولا تشكك ولا قلة رضى ولا غير ذلك .
والأمر بالصبر الجميل محكم في كل حالة وقد نزلت هذه الآية قبل الأمر بالقتال .
وقوله تعالى ! 2 < إنهم يرونه بعيدا > 2 ! يعني يوم القيامة لأنهم يكذبون به فهو في غاية البعد عندهم والله تعالى يراه ! 2 < قريبا > 2 ! من حيث هو واقع وآت وكل آت قريب .
وقال بعض المفسرين الضمير في ! 2 < يرونه > 2 ! عاد على العذاب .
وقوله تعالى ! 2 < يوم تكون > 2 ! نصب بإضمار فعل او على البدل من الضمير المنصوب .
و ( المهل ) عكر الزيت قاله ابن عباس وغيره فهي لسوادها وانكدار انوارها تشبه ذلك .
والمهل ايضا ماء أذيب من فضة ونحوها قاله ابن مسعود وغيره فيجيء له ألوان وتميع مختلط والسماء ايضا للأهوال التى تدركها تصير مثل ذلك و ( العهن ) الصوف دون تقييد .
وقد قال بعض اللغويين هو الصوف المصبوغ ألوانا وقيل المصبوغ أي لون كان وقال الحسن هو الأحمر واستدل من قال إنه المصبوغ ألوانا بقول زهير .
( كأن فتات العهن في كل منزل % نزلن به حب الفنا لم يحطم ) + الطويل + .
وحب الفنا هو عنب الثعلب وكذلك هو عند طيبه وقبل تحطمه ألوان بعضه اخضر وبعضه أصفر وبعضه احمر لاختلافه في النضج وتشبه ! 2 < الجبال > 2 ! به على هذا القول لأنها جدد بيض وحمر وسود فيجيء التشبيه من وجهين في الألوان وفي الانتفاش .
ومن قال إن العهن الصوف دون تقييد وجعل التشبيه في الانتفاش وتخلخل الأجزاء فقط .
قال الحسن والجبال يوم القيامة تسير بالرياح ثم يشتد الأمر فتنهد ثم يشتد الأمر بها فتصير هباء منبثا .
وقرا السبعة والحسن والمدنيون وطلحة والناس ( ولا يسأل ) على بناء الفعل للفاعل والحميم في هذا الموضع القريب والوالي والمعنى لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه انه لا يجدها عنده قال قتادة المعنى لا يسأله عن حاله لأنها ظاهرة قد بصر كل احد حالة الجميع وشغل بنفسه .
وقرا ابن كثير من طريق البزي وابو جعفر وشيبة بخلاف عنهما وأبو حيوة ( لا يسأل ) على بناء الفعل للمفعول فالمعنى ولا يسأل إحضاره لأن كل مجرم له سيما يعرف بها وكذلك كل مؤمن له سيما خير .
وقيل المعنى لا يسأل عن ذنبه وأعماله ليؤخذ بها وليزر وزره .
و ! 2 < يبصرونهم > 2 ! على هذه القراءة قيل معناه في النار .
وقال ابن عباس في المحشر يبصر بالحميم حميمه ثم يفر عنه لشغله بنفسه .
وتقول بصر فلان بالشيء وبصرته به أريته إياه ومنه قول الشاعر .
( إذا بصرتك البيداء فاسري % واما الآن فاقتصدي وقيلي ) + الوافر + .
وقرا قتادة بسكون الباء وكسر الصاد خفيفة فقال مجاهد ! 2 < يبصرونهم > 2 ! معناه يبصر المؤمنون الكفار في النار وقال ابن زيد يبصر الكفار من أضلهم في النار عبرة وانتقاما عليهم وخزيا لهم