@ 178 @ ناكل الا ما أدينا ثمنه .
فقال إبراهيم وانا لا أبيحه لكم الا بثمن .
قالوا وما هو قال ان تسموا الله تعالى عند الابتداء وتحمدوه عند الفراغ من الأكل .
فقال بعضهم لبعض بحق اتخذه الله خليلا .
فلما استمروا على ترك الأكل ^ أوجس منهم خيفة ^ والوجيس تحسيس النفس وخواطرها في الحذر .
وذلك ان اكل الصيف امنه ودليل على انبساط نفسه والطعام حرمة وذمام .
والامتناع منه وحشة .
فخشي ابراهيم عليه السلام ان امتناعهم من اكل طعامه إنما هو لشر يريدونه فقالوا له ! 2 < لا تخف > 2 ! وعرفوه انهم ملائكة ! 2 < وبشروه > 2 ! وبشروا سارة معه ! 2 < بغلام عليم > 2 ! أي عالم في حال تكليفه وتحصيله أي سيكون عليما و ! 2 < عليم > 2 ! بناء مبالغة .
وجمهور الناس على ان الغلام هنا إسحاق ابن سارة الذي ذكرت البشارة به في غير موضع وقال مجاهد هذا الغلام هو إسماعيل .
والأول أرجح وهذا وهم .
ويروى انه إنما عرف كونهم ملائكة استدلالا من بشارتهم إياه بغيب .
وقوله تعالى ! 2 < فأقبلت امرأته > 2 ! يحتمل ان يكون قربت اليهم من ناحية من نواحي المنزل ويحتمل ان يكون هذا الإقبال كما تقول أقبل فلان يشتمني او يفعل كذا إذا جد في ذلك وتلبس به والصرة الصيحة كذا فسره ابن عباس ومجاهد وسفيان والضحاك والمصطر الذي يصيح وقال قتادة معناه في رقة .
وقال الطبري قال بعضهم أوه بصياح وتعجب .
قال النحاس وقيل ! 2 < في صرة > 2 ! في جماعة نسوة يتبادرن نظرا الى الملائكة .
وقوله ! 2 < فصكت وجهها > 2 ! معناه ضربت وجهها قال ابن عباس لطمت وهذا مما يفعله الذي يرد عليه امر يستهوله .
وقال سفيان والسدي ومجاهد معناه ضربت بكفها جبهتها وهذا مستعمل في الناس حتى الآن .
وقولها ! 2 < عجوز عقيم > 2 ! إما ان يكون تقديره انا ! 2 < عجوز عقيم > 2 ! فكيف ألد وإما أن يكون التقدير ! 2 < عجوز عقيم > 2 ! تكون منها ولادة وقدره الطبري اتلد ! 2 < عجوز عقيم > 2 ! .
ويروى انها كانت لم تلد قط .
والعقيم من النساء التى لا تلد ومن الرياح التى لا تلقح شجرا فهي لا بركة فيها وقولهم ! 2 < كذلك قال ربك > 2 ! أي كقولنا الذي اخبرناك قال ربك ان يكون و ! 2 < الحكيم > 2 ! ذو الحكمة .
و ! 2 < العليم > 2 ! معناه بالمصالح وغير ذلك من العلومات ثم قال إبراهيم عليه السلام للملائكة ! 2 < فما خطبكم > 2 ! والخطب الأمر المهم وقل ما يعبر به الا عن الشدائد والمكاره حتى قالوا خطوب الزمان ونحو هذا فكأنه يقول لهم ما هذه الطامة التي جئتم لها فأخبروه حينئذ انهم أرسلوا الى سدوم قرية لوط بإهلاك أهلها الكفرة العاصين المجرمين والمجرم فاعل الجرائم وهي صعاب المعاصي كفر ونحوه واحدتها جريمة .
وقولهم ! 2 < لنرسل عليهم > 2 ! أي لنهلكهم بهذه الحجارة .
ومتى اتصلت ( أرسل ) ب ( على ) فهي بمعنى المبالغة في المباشرة والعذاب ومتى اتصلت ب ( إلى ) فهي أخف .
وانظر ذلك تجده مطردا .
وقوله تعالى ! 2 < حجارة من طين > 2 ! بيان يخرج عن معتاد حجارة البرد التي هي من ماء .
ويروى انه طين طبخ في نار جهنم حتى صار حجارة كالآجر .
و ! 2 < مسومة > 2 ! نعت ل ! 2 < حجارة > 2 ! وقيل معناه متروكة وسومها من الإهلاك والانصباب .
وقيل معناه معلمة بعلامتها من السيما والسومى وهي العلامة أي انها ليست من حجارة الدنيا وقال الزهراوي والرماني وقيل معناه على كل حجر اسم المضروب به .
وقال