@ 319 @ .
والضمير في قوله ! 2 < يروا > 2 ! عائد على كفار قريش وهم المتقدم ضميرهم في قوله ! 2 < نعدهم > 2 ! . .
وقوله ^ نأتي ^ معناه بالقدرة والأمر كما قال الله تعالى ! 2 < فأتى الله بنيانهم من القواعد > 2 ! و ! 2 < الأرض > 2 ! يريد به اسم الجنس وقيل يريد أرض الكفار المذكورين . .
قال القاضي أبو محمد وهذا بحسب الاختلاف في قوله ^ نتقصها من أطرافها ^ .
وقرأ الجمهور ننقصها وقرأ الضحاك ننقصها . .
وقوله ^ من أطرافها ^ من قال إنها أرض الكفار المذكورين قال معناه ألم يروا أنا نأتي أرض هؤلاء بالفتح عليك فننقصها بما يدخل في دينك من القبائل والبلاد المجاورة لهم فما يؤمنهم أن نمكنك منهم أيضا كما فعلنا بمجاوريهم قاله ابن عباس والضحاك . .
قال القاضي أبو محمد وهذا بحسب الاختلاف في قوله ^ ننقصها من أطرافها ^ القول لا يتأتى إلا بأن نقدر نزول هذه الآية بالمدينة ومن قال إن ! 2 < الأرض > 2 ! اسم جنس جعل الانتقاض من الأطراف بتخريب العمران الذي يحله الله بالكفرة هذا قول ابن عباس أيضا ومجاهد . .
وقالت فرقة الإنتقاص هو بموت البشر وهلاك الثمرات ونقص البركة قاله ابن عباس أيضا والشعبي وعكرمة وقتادة . .
وقالت فرقة الانتقاص هو بموت العلماء والأخيار قال ذلك ابن عباس أيضا ومجاهد وكل ما ذكر يدخل في لفظ الآية . .
والطرف من كل شيء خياره ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه العلوم أودية في أي واد أخذت منها حسرت فخذوا من كل شيء طرفا .
يعني خيارا . .
وجملة معنى هذه الآية الموعظة وضرب المثل أي ألم يروا فيقع منهم اتعاظ . .
وأليق ما يقصد لفظ الآية هو تنقص الأرض بالفتوح على محمد . .
وقوله ^ لا معقب ^ أي لا راد ولا مناقض يتعقب أحكامه أي ينظر ي أعقابها أمصيبة هي أم لا وسرعة حساب الله واجبة لأنها بالإحاطة ليست بعدد . .
و ^ المكر ^ ما يتمرس بالإنسان ويسعى عليه علم بذلك أو لم يعلم فوصف الله تعالى الأمم التي سعت على أنبيائها كما فعلت قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم ب ^ المكر ^ . .
وقوله ^ فلله المكر جميعا ^ أي العقوبات التي أحلها بهم . .
وسماها مكرا على عرف تسمية المعاقبة باسم الذنب كقوله تعالى ! 2 < الله يستهزئ بهم > 2 ! ونحو هذا . .
وفي قوله تعالى ^ يعلم ما تكسب كل نفس ^ تنبيه وتحذير في طي إخبار ثم توعدهم تعالى بقوله ^ وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار ^ . .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو الكافر بالإفراد وهو اسم السجن وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي الكفار وقرأ عبد الله بن مسعود الكافرون وقرأ أبي بن كعب الذين كفروا . .
وتقدم القول في ^ عقبى الدار ^ قبل هذا .