@ 154 @ .
وقرأت فرقة لفرح بكسر الراء وقرأت فرقة لفرح بضمها وهذا الفرح مطلق ولذلك ذم إذ الفرح انهمال النفس ولا يأتي الفرح في القرآن ممدوحا إلا إذا قيد بأنه في خير . .
وقوله تعالى ! 2 < إلا الذين صبروا > 2 ! الآية هذا الإستثناء متصل على ما قدمناه من أن الإنسان عام يراد به الجنس ومن قال إنه مخصوص بالكافر قال ها هنا إن الاستثناء منقطع وهو قول ضعيف من جهة المعنى وأما من جهة اللفظ فجيد وكذلك قاله من النحاة قوم . .
واستثنى الله تعالى من الماشين على سجية الإنسان هؤلاء الذين حملتهم الأديان على الصبر على المكاره ومثابرة عبادة الله وليس شيء من ذلك في سجية البشر وإنما حمل على ذلك حب الله وخوف الدار الآخرة . .
والصبر والعمل الصالح لا ينفع إلا مع هداية وإيمان ثم وعد تعالى أهل هذه الصفة تحريضا عليها وحضا بالمغفرة للذنوب والتفضل بالأجر والنعيم . .
قوله عز وجل $ هود 12 - 13 $ .
سبب هذه الآيات أن كفار قريش قالوا يا محمد لو تركت سب آلهتنا وتسفيه آبائنا لجالسناك واتبعناك . .
وقالوا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ونحو هذا من الأقوال . .
فخاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الصورة من المخاطبة ووقفه بها توقيفا رادا على أقوالهم ومبطلا لها وليس المعنى أنه صلى الله عليه وسلم هم بشيء من ذلك فزجر عنه فإنه لم يرد قط ترك شيء مما أوحي إليه ولا ضاق صدره وإنما كان يضيق صدره بأقوالهم وأفعالهم وبعدهم عن الإيمان . .
و ! 2 < لعلك > 2 ! ها هنا بمعنى التوقيف والتقرير و ! 2 < ما يوحى إليك > 2 ! هو القرآن والشريعة والدعاء إلى الله تعالى كأن في ذلك سب آلهتهم وتسفيه آبائهم أو غيره ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد عظم عليه ما يلقى من الشدة فمال إلى أن يكون من الله تعالى إذن في مساهلة الكفار بعض المساهلة ونحو هذا من الإعتقادات التي تليق به صلى الله عليه وسلم كما جاءت آيات الموادعة وعبر ب ( ضائق ) دون ضيق للمناسبة في اللفظ مع ! 2 < تارك > 2 ! وإن كان ضيق أكثر استعمالا لأنه وصف لازم و ! 2 < ضائق > 2 ! وصف عارض فهو الذي يصلح هنا والضمير في ^ به ^ عائد على البعض ويحتمل أن يعود على ها و ! 2 < أن > 2 ! في موضع نصب على تقدير كراهة أن والكنز ها هنا المال وهذا طلبهم آية تضطر إلى الإيمان والله تعالى لم يبعث الأنبياء بآيات اضطرار وإنما بعثهم بآيات النظر والاستدلال ولم يجعل آية الاضطرار إلا للأمم التي قدر تعذيبها لكفرها بعد آية الاضطرار كالناقة لثمود .